الرابط بين كل فرد منا في هذه الأرض
وبين الأمكنة رابط متمكن تمكن الدم من الجسم. بحكم الألفة أولا وحكم القداسة
ثانيا، وربما الثاني هو الأكثر فرضا للحقائق على منطق الأشياء.
القداسة
التي يمتلكها هذا التراب؛ تجعل من كل خلية من خلايانا نهرا من الحب والغضب.نحب
ساعة الحب. ونفيض شلالا من الغضب؛ ساعة تدعونا الأرض إلى عرسها المجيد.
يا حُزنَهُ، كيفَ يَطْوي الأرضَ
متَّقِدا
|
يا سيفَهُ ،كيفَ شقَّ الصَّخْرَ منفردا!
|
يا طيبهُ! كيفَ غضَّ الجرْحَ معتذراً
|
عنِ الدُّموعِ، وكيفَ اجتاحَها غَرِدا
|
يا موطني، يا جراحاً فيَّ نازِفةً،
|
وبلسماً لشفاءٍ، كانَ مُفتقدا
|
ويا مَناراً على العتْماتِ نتْبَعُهُ،
|
وزوْرقاً منْ ضياءٍ لا يضِلُّ هُدى
|
القلبُ، زنبقةُ، من فيكَ موْلِدُها،
|
وفيكَ مذبَحُها، والأَصْلُ منْ وَلَدا
|
وفيكَ تأْتَلِقُ الغاياتُ صاعِدةً
|
إلى السماءِ، وفي حينٍ تضيعُ سُدى
|
وفيكَ تَنْتَحِرُ الهِمّاتُ صامِدةً
|
لدى الرياحِ، ويبقى من بها صَمَدا
|
***
|
صنعت في حوضك المسروق أغنية
|
أوجست منها، وما غنيتها أحداً
|
وقامَ صوتُكَ لا يبكي على نخب
|
يبكون مجدك لا عقلا ولا رشدا
|
ويدَّعون إلى عينيك قبلتهم
|
ويرجعون مساءً للذي التحدا
|
الصاخبين، وللظلماء هدأتها
|
وفي صباحاتهم يغدون رجع صدى
|
الرّاقصينَ بِأَسيافٍ مُدرَّبَةٍ
|
يعلو حمائلَها، رغمَ الحريرِ، صَدا
|
تُجَدِّلُ الشّوْكَ تاجاً، لا جبينَ لهُ،
|
وتجعلُ الغارَ سيفاً لا يَرُدُّ عِدا
|
وأنت
تعلم أن الريح تغسلهم
|
وليس تبقي، عديداً كان أو عددا!!
|
فإنَّ دورةَ هذا الدهر ِطاحنةٌ
|
فوقَ الرؤوسِ، وما أشقى الذي شهدا
|
وما أجلَّ الذي يحيا، وقد هلكت
|
فيك السقاةُ، وما أقوى الذي وردا
|
***
|
يا حزنَ قلبك! والأوثانُ سائدةٌ
|
فوْقَ البيوتِ، وقد أحصيتَها عددا
|
يطوفُ منْ حولِها زُوَّارها، زُمَرا
|
ويرجعونَ وما مدَّتْ لهم مددا
|
|
شوكَ الطريقِ، ألست المُفْتدى أبدا!
|
متوَّجاً، وذئابُ الأرضِ سارحَةٌ
|
وكلَّما اقتربتْ ؛جاوزتَ مُبْتَعِدا
|
كأن عينيك لم تحفل بمن سقطوا
|
وأن قلبك لم يحزن لمن فُقِدا
اياد شماسنة
من ديوان : التاريخ السري لفارس الغبار
صادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع
عمان\الاردن
|
تعليقات
إرسال تعليق