بقلم : نزهة رملاوي
إلى كل من يصنع تاريخ روحي، سيدة نساء الحرف والروح، النوارس المحلقة في سماواتها العلى، حبيبتي الأبدية فلسطين....كلمات وإهداءات تتلألأ في حدائق الكريستال، ديوان للشاعر إياد شماسنة الصادر عن دار فضاءات للتوزيع والنشر، عدد صفحات الديوان 178 من الحجم المتوسط ،قصائد شعرية تتخطر في جنة الكلمات، ترسم صورا من الماضي، كان مبعثا للذكريات وابتهاجات الحياة، وكان أنينا للروح ودفقة الآهات في صدور المحبين.
مشيت بتلك الحدائق راقني وهج الكلمات في بحور متقنة من النظم، فقد جاءت اللغة سهلة سلسة مفهومة، وفي ذات الوقت لغة متينة قوية ذات ملامح تأثيرية على قارئها، فقد حلق الشاعر واجتاز حدود الحلم، والتقى بالقمر، ولامس حلمه حدود الصبر، أقنع الشاعر نفسه أنه سيحلق في أفق واسع كالريح، ولكنه يصحو من حلمه ومن وهمه لاحقا.
أنبت الشاعر ثمارا من العواطف في حدائقه، فقد طغت عاطفة الحب والوفاء تجاه الآخر، وظهرت عواطف الحزن بين ثنايا القصائد، لكن عاطفة الأمل تجلت في معظم قصائده، وبدت لنا الحكمة والنصيحة والصوفية واضحات في حدائق الكريستال كما جاء في قصيدة رحيل العاشق:
أطلق جناحك واترك خلفك المدنا
إن التباريح ما أبقت لنا بدنا
واصعد إلى الغاية العليا، كمن صعدوا
ثم اتخذ نحو صدر المنتهى سفنا ص35
أيضا قول الشاعر في قصيدة صاحب السر حين قال:
يا صاحب السر، مرني أنتقي مددا
وأركب الصعب، في سر وفي جهر
الواثقين، إذا ناديتهم؛ وثبوا
إليك مثل انطلاق الطير في الفجر
ولا يطيلون في أرض منازلهم
حتى يميلوا اتجاه الأفق كالنسر. ص33
كما كان لحب الوطن مساحة لا يستهان بها في الديوان، وقد برز انتماء الشاعر لبلاده فلسطين، التي تسكنه كما يسكن فيها ، ويحمل همومها، ويتغنى بأصالتها وقوة أبنائها، استعمل الشاعر في قصائده الوطنية كلمات الثبات والقوة والعزم، وأشار إلى النسر في أكثر من قصيدة في كتابه، كما في قصيدة ( أنا الفلسطيني):
قابض الكف على جمرة
جعلته نارها أحزما
أنا من أرض فلسطين
لكنني أسكن حد السما. ص15
وشبه فلسطين أنها نجمة هوت فصارت أرضا..
وفي قصيدته ( دعوة للرقص )، أمتعنا الشاعر بخياله السابح في فضاء الكلمات، وفيض من أحاسيس وصور وتشبيهات راقية، فبالرغم من المشاعر المتدفقة بها، إلا أنها جاءت عفوية متزنة كقوله:
راقصيني، بنشوة الرقص يشتد
فؤادي، ويذهب الحزن عني
إن في ساعديك ثورة سحر
تتسامى على غواية فن
إن عينيك نجمتان، تقيمان
سماء،وتغرقان بحسن. ص12
من الملاحظ أن الشاعر يحظى بخيال خصب، وثروة لغوية، فلقد تنوعت الأفكار في ثنايا القصائد، فوجدنا قصائد تدور فكرتها حول الأرض والوطن والمعاناة، وقصائد وجدانية روحية تدور فكرتها حول الحب الوفاء والإخلاص تجاه الحبيب.
طاف بنا الشاعر في ربوع شعره الموزون والمقفى، فوجدنا أنفسنا نقرأ لشاعر منتظم الأفكار والأشعار، واضحة وشفافة كبلور يشع نورا، فلمسنا في شعره الحكمة والتصوف والجمال، وتراقصت الكلمات مع موسيقى عذبة تغنت بها الروح، فنجد أن الشاعر قد تأثر بشعراء المهجر، وبشعراء الأمويين والعباسيين وغيرهم ممن آنسونا بجميل كلماتهم ورقيق مشاعرهم وأحاسيسهم، وحين نقرأ قصائد إياد شماسنة نحس أننا نقرأ قصائد من زمن ماض تأثرنا به وأحببناه، كقصيدته ( الحب على مناسك الثلج )التي تعددت بها الصورة والحركة، وبدت عواطفها متدفقة جياشة، فنجد فيها اللوعة والشوق والحنين،
لا تلمني، وقد أطلت عليا
لست أقوى على العتاب عتيا
لم يزل من ذكرك لحن قديم
يتهادى بين الشفاه نديا
أنت والذكرى ، والفراق رفاق
وأنا وحدي لا رفيق لديا ص159
في قصيدة (مما حدثت به العندليب)، تذكرنا بعض أبيات تلك القصيدة بقصيدة أعطني الناي وغني لجبران خليل جبران،
غن لي؛ فالغنا حديث الروح
وامسح الحزن بالصدى يا حبيبي
هذه الأغنيات من فيك تحكي
رقة اللحن في فم العندليب ص164
وفي قصيدة ثانية بعنوان العزيز قال الشاعر:
كان لي، يوم كنت لي، أمل صار
على طلعة الصباح دليلا
وحديث، عن اللقاء، شهي
كم تمنيت أن يكون مطيلا
تذكرنا بقصيدة قصة الأمس للشاعر أحمد فتحي التي غنتها أم كلثوم:
كنت لي أيام كان الحب لي
أمل الدنيا ودنياها أملي
حين غنيتك لحن الغزل
بين أفراح الغرام الأول
تميز الكتاب بالبلاغة والوصف والتشبيهات، وقد تأثر الشاعر بالقصص الدينية كقصة يوسف عليه السلام، ص27 فقد استحضر صور النبي يوسف والنبي إبراهيم عليهما السلام والعزيز وأخوة يوسف مما أضفى جوا روحانيا أثناء قراء القصائد.
مبارك استاذ اياد وبورك عطاؤك.
مشيت بتلك الحدائق راقني وهج الكلمات في بحور متقنة من النظم، فقد جاءت اللغة سهلة سلسة مفهومة، وفي ذات الوقت لغة متينة قوية ذات ملامح تأثيرية على قارئها، فقد حلق الشاعر واجتاز حدود الحلم، والتقى بالقمر، ولامس حلمه حدود الصبر، أقنع الشاعر نفسه أنه سيحلق في أفق واسع كالريح، ولكنه يصحو من حلمه ومن وهمه لاحقا.
أنبت الشاعر ثمارا من العواطف في حدائقه، فقد طغت عاطفة الحب والوفاء تجاه الآخر، وظهرت عواطف الحزن بين ثنايا القصائد، لكن عاطفة الأمل تجلت في معظم قصائده، وبدت لنا الحكمة والنصيحة والصوفية واضحات في حدائق الكريستال كما جاء في قصيدة رحيل العاشق:
أطلق جناحك واترك خلفك المدنا
إن التباريح ما أبقت لنا بدنا
واصعد إلى الغاية العليا، كمن صعدوا
ثم اتخذ نحو صدر المنتهى سفنا ص35
أيضا قول الشاعر في قصيدة صاحب السر حين قال:
يا صاحب السر، مرني أنتقي مددا
وأركب الصعب، في سر وفي جهر
الواثقين، إذا ناديتهم؛ وثبوا
إليك مثل انطلاق الطير في الفجر
ولا يطيلون في أرض منازلهم
حتى يميلوا اتجاه الأفق كالنسر. ص33
كما كان لحب الوطن مساحة لا يستهان بها في الديوان، وقد برز انتماء الشاعر لبلاده فلسطين، التي تسكنه كما يسكن فيها ، ويحمل همومها، ويتغنى بأصالتها وقوة أبنائها، استعمل الشاعر في قصائده الوطنية كلمات الثبات والقوة والعزم، وأشار إلى النسر في أكثر من قصيدة في كتابه، كما في قصيدة ( أنا الفلسطيني):
قابض الكف على جمرة
جعلته نارها أحزما
أنا من أرض فلسطين
لكنني أسكن حد السما. ص15
وشبه فلسطين أنها نجمة هوت فصارت أرضا..
وفي قصيدته ( دعوة للرقص )، أمتعنا الشاعر بخياله السابح في فضاء الكلمات، وفيض من أحاسيس وصور وتشبيهات راقية، فبالرغم من المشاعر المتدفقة بها، إلا أنها جاءت عفوية متزنة كقوله:
راقصيني، بنشوة الرقص يشتد
فؤادي، ويذهب الحزن عني
إن في ساعديك ثورة سحر
تتسامى على غواية فن
إن عينيك نجمتان، تقيمان
سماء،وتغرقان بحسن. ص12
من الملاحظ أن الشاعر يحظى بخيال خصب، وثروة لغوية، فلقد تنوعت الأفكار في ثنايا القصائد، فوجدنا قصائد تدور فكرتها حول الأرض والوطن والمعاناة، وقصائد وجدانية روحية تدور فكرتها حول الحب الوفاء والإخلاص تجاه الحبيب.
طاف بنا الشاعر في ربوع شعره الموزون والمقفى، فوجدنا أنفسنا نقرأ لشاعر منتظم الأفكار والأشعار، واضحة وشفافة كبلور يشع نورا، فلمسنا في شعره الحكمة والتصوف والجمال، وتراقصت الكلمات مع موسيقى عذبة تغنت بها الروح، فنجد أن الشاعر قد تأثر بشعراء المهجر، وبشعراء الأمويين والعباسيين وغيرهم ممن آنسونا بجميل كلماتهم ورقيق مشاعرهم وأحاسيسهم، وحين نقرأ قصائد إياد شماسنة نحس أننا نقرأ قصائد من زمن ماض تأثرنا به وأحببناه، كقصيدته ( الحب على مناسك الثلج )التي تعددت بها الصورة والحركة، وبدت عواطفها متدفقة جياشة، فنجد فيها اللوعة والشوق والحنين،
لا تلمني، وقد أطلت عليا
لست أقوى على العتاب عتيا
لم يزل من ذكرك لحن قديم
يتهادى بين الشفاه نديا
أنت والذكرى ، والفراق رفاق
وأنا وحدي لا رفيق لديا ص159
في قصيدة (مما حدثت به العندليب)، تذكرنا بعض أبيات تلك القصيدة بقصيدة أعطني الناي وغني لجبران خليل جبران،
غن لي؛ فالغنا حديث الروح
وامسح الحزن بالصدى يا حبيبي
هذه الأغنيات من فيك تحكي
رقة اللحن في فم العندليب ص164
وفي قصيدة ثانية بعنوان العزيز قال الشاعر:
كان لي، يوم كنت لي، أمل صار
على طلعة الصباح دليلا
وحديث، عن اللقاء، شهي
كم تمنيت أن يكون مطيلا
تذكرنا بقصيدة قصة الأمس للشاعر أحمد فتحي التي غنتها أم كلثوم:
كنت لي أيام كان الحب لي
أمل الدنيا ودنياها أملي
حين غنيتك لحن الغزل
بين أفراح الغرام الأول
تميز الكتاب بالبلاغة والوصف والتشبيهات، وقد تأثر الشاعر بالقصص الدينية كقصة يوسف عليه السلام، ص27 فقد استحضر صور النبي يوسف والنبي إبراهيم عليهما السلام والعزيز وأخوة يوسف مما أضفى جوا روحانيا أثناء قراء القصائد.
مبارك استاذ اياد وبورك عطاؤك.
تعليقات
إرسال تعليق