ثقافة الفقر الأنيق اياد شماسنة \ شاعر وروائي ليس بوسعِ الكتابة أن تحقِّقَ رسالتَها؛ مهما كانتْ قضيتها الا إنْ كانتْ كتابةً جيدةً، فالأدبُ والفنُّ الرديئان يروِّجُ لهُما فقراءُ الثّقافة الأنيقون، ذوو الياقات المنمَّقةِ، وكتّاب الجملةِ الجاهزة المصنَّعَةِ مسبقا لتناسبَ كل موقفٍ على حدة. هذه الثقافة أكثر ضررا من السلاح الرديء الذي لا يردع عدوا ولا ينصر صديقا. قد لا يكونُ الأدبُ الرديءُ مجرّد عدم اتقانِ أَبجدياتِ الأدبِ، أو ضعفِ امتلاكِ مهارات الكتابَةِ الرّاقية، بل إنَّهُ يصبحُ تتويجاً لتصوراتِ قادة في مواقعَ متقدمةٍ بوعيٍ سطحيِّ ورؤيةِ ضيِّقةٍ، مشوَّهةٍ، ومطامِحِ طاغيةٍ. ذلك القياديُّ في وعيهِ الرديءِ يرضى عن الفنِّ أو الأدبِ الذي يجاريه أو يمدحه أو يستُرَ ضعفَهُ ويبرِّرَ فشلَهُ، مثلَما يرضى المقاتِلُ الجبانُ عنْ أيِّ قصيدةٍ تمدحُ هروبَه على أنَّهُ تكيتيكٌ، واستسلامَهُ على أنَّه صناعةٌ للسَّلامِ، ويعلنونَ عن انتصاره التاريخيِّ، ويقدِّمونه كما يقدِّمون فارسَ الفُرسان في عصر النهضة. عندما قرأتُ مقولَةَ رئيسةِ الوزراءِ البريطانيَّةِ الأسبقِ مارغريت تاتشر ("أحبّ...
مدونة أدبية، شعرية، ثقافية ، اجتماعية للشاعر والروائي الفلسطيني اياد شماسنة