ديمة جمعة السّمان رواية "عائد إلى حيفا" ما زالت حيّة تسكن فينا، فقد استطاع الأديب الشّهيد غسان كنفاني من خلالها أن يضرب على وتر حساس موجع، فجّرت الأحاسيس والمشاعر الإنسانيّة لدى كل صاحب ضمير، وكم كان الشاعر والرّوائي إياد شماسنة ذكيّا حين ارتكز على هذا العمل الخالد وبنى عليه، ففاجأنا بجزء ثان حمل اسم "الرقص الوثني".. فالجرح لا زال ملتهبا لم يندمل بعد، عاد ينزف من جديد حين وظّف شخوص عائد إلى حيفا: سعيد، صفية، خلدون وخالد، فأكمل الرواية، ومضت السّنون، عرّفنا شماسنة إلى أحفاد سعيد وصفية، حيث زادت مشاعر التّيه داخل هذه العائلة المنكوبة، فالخسارات كانت متتالية، أكبرها الاضطراب في الهويّة، والّتي لا زال الاحتلال يسعى إلى محوها، وبالتالي تذويب الشّعب الفلسطيني في المجتمع الاسرائيلي داخل الوطن، أو حتى في المجتمعات الأخرى إن كان لاجئا في الشّتات، قاصدين محو أعدل قضية على وجه الأرض، وبذلك تتعمق مأساته.. فيعود يسأل: من أنا؟ وهو السّؤال الأكبر الذي تعثّرت الإجابة عليه، فتوسّعت الهوّة، في ظلّ معادلة تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، تعدّدت فيها العناصر التّائهة عن تحديد الهدف...
مدونة أدبية، شعرية، ثقافية ، اجتماعية للشاعر والروائي الفلسطيني اياد شماسنة