التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر ٢١, ٢٠١٤

مع جوهر إبراهيم في أقحوان الروح

مع جوهر إبراهيم في أقحوان الروح (قراءة في يوميات إبراهيم جوهر) يقول الناشط   والصحفي الكردي "بولات جان" أن اليوميات هي الضيف الدائم في دفاتر الأنصار والثوار مهما كان مستواهم النضالي. ويؤكد أن فن اليوميات لا يمكن مقارنته مع أي نوع أدبي آخر؛ لقربها منا وتداخلها منهجيا وجدليا في تفاصيل حياتنا ، وبالتالي فإنها أكثر شمولية من المذكرات الشخصية التي تتوقف في لحظة ما لاسترجاع الماضي، حيث أن اليوميات بما تدونه من أحداث تترك فينا أثرا أو في محيطنا، اقرب إلى مفاصل الوجع والفرح من المذكرات التي نمارس الاسترجاع؛ لاستعادتها بعد مرورنا بالتجربة وخلاصنا. يسجل الكاتب والأديب المقدسي إبراهيم جوهر يومياته متخذا دور ذاكرة المكان التي تسجل التفاصيل وتبوح أولا بأول على سطور الورق، فيمارس دوره بقلمه كشاهد أمين، ثم كناقد اجتماعي غير متحيز ولا مهادن، ثم فنان يركز على القضايا التي تؤرقه، ثم متبصر، يعيد اكتشاف الايجابيات، الدفء، المناطق الشفافة في العلاقات، فيذكرنا بالخير الذي لا يزال متبقيا في زمن الاشتباك، الاختلاط، أو ربما الضياع. في كتابه الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية في 240 صف...

نصب تذكاري

                   قراءة وتقديم: إياد شماسنة shamasnah@gamail.com ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتاب " نصب تذكاري" عمل تسجيلي، يلتقط جمرات متوهجة من ذاكرة حية مشتعلة لاثنين من المناضلين الاحرار:" حافظ أبو عباية " و" محمد البيروتي "، حيث يسجلان معا مشاهد عاجلة من حياة أكثر من خمسين مناضلا، منهم من صدَقَ ما عاهَدَ الله عليه، ومنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا . وذلك في كتابهما الصادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين عام 2013 (مع التحفظ على التسمية، فأنا أؤمن أنها وزارة الأحرار) ...

إبراهيم جوهر في روايته "أهل الجبل"

إبراهيم جوهر في روايته "أهل الجبل" يكتب عن بطولة الفكرة قراءة: إياد شماسنة لا يحدث كثيرا أن تحظى بقراءة عمل أدبي تتمتع فيه بالدهشة، ورغم أن كاتبه لا يزال يطرح الأسئلة منذ البداية حتى السطر الأخير، دون أن تصاب برغبة   في الاتصال بالكاتب؛ لمعرفة ماذا يريد، إلا إذا كانت الرواية تجمع بين البساطة والثراء، وبين القيمة المعرفية العليا والوضوح، مثل رواية أهل الجبل . تقع رواية إبراهيم جوهر، الصادرة   عن دار فضاءات للنشر والتوزيع عام 2014 في 162 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف جميل للفنان محمد رباط من السعودية، هي رواية الأسئلة بامتياز، أسئلة الهوية والأصالة   والاتجاهات، حيث لا يوجد فيها أبطال رئيسيون كبار، يلعبون الحدث الدرامي، ولا شخصيات مساعدة، لكن فيها رموز بشرية بدلالات تشير إلى "أهل الجبل"كرمز للأصالة والهوية، التي حافظ عليها أهلها. بل من المدهش أن الرواية بكاملها ليست رواية أشخاص، والصراع فيها ليس صراع ذو طابع بشري؛ بل هي رواية فكرة بامتياز، وفى هذه الفكرة تُطرح الأسئلة وتجيب عليها الشخصيات؛ عبر حركتها وتفاعلها مع الأشياء والجغرافيا والتحولات التي أصابت كل...

أمير تاج السر في روايته (366يلعب بقوالب فنية محكمة

قراءة:   "إياد شماسنة"   انتهيت للتو من قراءة رواية الصديق، الروائي السوداني، أمير تاج السر. فشعرت أني خسرت شيئا ثمينا بمجرد إنهاء الصفحة الأخيرة ؛ إذ لا يزال بي شغف لمتابعة مصائر بقية الشخصيات، وبي تعاطف مع السياق رغم النهج السردي الواضح، الذي قامت فيه الشخصيات بجر كاتبها فيه، كما قررت هي واختارت مصيرها. تحتل الرواية اسم (366)، في صيغة مختلفة عن النسق المعهود في تسمية الروايات، لدلالة   يكتشفها القارئ في الرواية الجميلة الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون في العام 2014، والمختارة ضمن القائمة الطويلة   للنسخة العربية من البوكر عام 2014. في رواية (366)، التي تمثل "سنة كبيسة" لأيام حب من نوع جديد يخترعه أمير تاج السر توليدا من قصة حقيقية كانت "في الأصل" تختصرها مجموعة من الرسائل المكتوبة بالحبر الأخضر، بتوقيع"المرحوم". عثر عليها الروائي تاج السر وهو في المرحلة الثانوية من الدراسة، برفقة مجموعة من الطلبة، تحت سور المدرسة في بور سودان، وقد خطها عاشق مجهول إلى "أسماء"، لكن أمير تاج السر   يصنع من الحدث رواية موازية تأخذ من ...