في اليوم التالي، عاد عبد المعطي إلى المحكمة الشرعية، نسي الكتاب في البيت، عاد أدراجه، عندما حاول أن يفتح البيت تذكر أن المفتاح مع زوجته أم أيمن:" الله يخزيك يا شيطان"، لقد ذهبت إلى دار الطفل العربي، هناك تطوعت للتدريس، منذ حصلت على تقاعد مبكر من نفس الدار، استمرت بالعمل تطوعا، وافقت الإدارة على ذلك؛ لأن أم أيمن ممن بدأوا مشوارهم مع الدار منذ بدايتها، منذ جمعت هند الحسيني الأطفال الأيتام الذين قتل أهلهم في دير ياسين، أسكنتهم، وبدأت مشروع رعايتهم؛ لتؤسس مشروعا يستمر ويحمل اسمها حتى اليوم. ضحكت مديرة الدار. جلس أمامها رجل عجوز مثل صخرة متعبة؛ يسأل عن أم أيمن التي رحلت منذ أربعين عاما، استشهدت في مظاهرة عام 1976م، في نفس الشارع عندما خرجت مع مجموعة نسوة يطالبن برحيل الاحتلال. تعرق عبد المعطي وهو يشعر بسياط الشفقة تلسع ظهره، عاد إلى البيت، كان المفتاح في جيبه، كيف لم ينتبه إلى ذلك، ولم يعثر عليه في المرة الأولى، معقول ما قالته مديرة الدار،هل فقد الرجل عقله؟، أم أن المرأة تضحك على ذقنه وتمزح معه؟ لم تفعل ذلك وهي صغيرة على المزاح مع رجل أكبر من والدها! اياد شماسنة من "...
مدونة أدبية، شعرية، ثقافية ، اجتماعية للشاعر والروائي الفلسطيني اياد شماسنة