التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقطع من رواية


في اليوم التالي، عاد عبد المعطي إلى المحكمة الشرعية، نسي الكتاب في البيت، عاد أدراجه، عندما حاول أن يفتح البيت تذكر أن المفتاح مع زوجته أم أيمن:" الله يخزيك يا شيطان"، لقد ذهبت إلى دار الطفل العربي، هناك تطوعت للتدريس، منذ حصلت على تقاعد مبكر من نفس الدار، استمرت بالعمل تطوعا، وافقت الإدارة على ذلك؛ لأن أم أيمن ممن بدأوا مشوارهم مع الدار منذ بدايتها، منذ جمعت هند الحسيني الأطفال الأيتام الذين قتل أهلهم في دير ياسين، أسكنتهم، وبدأت مشروع رعايتهم؛ لتؤسس مشروعا يستمر ويحمل اسمها حتى اليوم.
ضحكت مديرة الدار. جلس أمامها رجل عجوز مثل صخرة متعبة؛ يسأل عن أم أيمن التي رحلت منذ أربعين عاما، استشهدت في مظاهرة عام 1976م، في نفس الشارع عندما خرجت مع مجموعة نسوة يطالبن برحيل الاحتلال. تعرق عبد المعطي وهو يشعر بسياط الشفقة تلسع ظهره، عاد إلى البيت، كان المفتاح في جيبه، كيف لم ينتبه إلى ذلك، ولم يعثر عليه في المرة الأولى، معقول ما قالته مديرة الدار،هل فقد الرجل عقله؟، أم أن المرأة تضحك على ذقنه وتمزح معه؟ لم تفعل ذلك وهي صغيرة على المزاح مع رجل أكبر من والدها!

اياد شماسنة
من "شهوة الطين: أسفار الخراب في المعمورة"
رواية قادمة باذن الله

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

موسم النبي روبين في جنوب فلسطين بلدة ومقام النبي روبين عام 1935

حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان

الأولى   فنون حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان  2018-08-01 10:00:00 المصدر: موقع مؤسسة عبد المحسن القطان إياد شماسنة كاتب وشاعر من فلسطين  "أبعاد ذاتية" لمنال ديب في دار إسعاف النشاشيبي بالقدس حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان يستمر المعرض من 27 حزيران وحتى نهاية أيلول، في المبنى الرمادي الغامق على شكل مكعب، أعلى تلة في ضاحية الطيرة التي تتوسع نحو الريف، وتستمر رسالة المؤسسة في التنوير والمساهمة في تكوين وترسيخ ثقافة نقدية فلسطينية، ذاتية للبنية والمشروع السياسي، كما قال عبر الرحمن شبانة أحد القيمين على المعرض. عندما يرتبك المشروع السياسي، أو يغيب الضوء قليلاً عن الأفق الوطني، في ظل متغيرات قاهرة، تتراجع السلطة الحاكمة، تتخلى، أو يتم إجبارها على التخلي عن دورها الخدماتي، ويقتصر على التشريع والدفاع إن وجد، لصالح القطاع الخاص، أو بمشاركة ولو محدودة للقطاع الأهلي. في تلك التحولات؛ تتقدم الثقافة، ناقدة، تنويرية، مثيرة للأسئلة، باحثة عن ال...

رحلة ايفا شتال الى فلسطين عبر مخيم تل الزعتر

" حدود المنفى " (رحلة إيڤا شتّال إلى فلسطين عبر مخيّم تلّ الزعتر) جوتنبرج 14.01.19 أعزائي؛ سميرة وحسن عبادي لقد مر شهرٌ وأكثر منذ عودتنا من فلسطين، وما زلنا لم نستقر بعد. لا يتعلق الأمر بأننا لا نمتلك عائلة كبيرة (إنها لدينا)، والكثير من الأصدقاء (هم لدينا)، أو أن والدتي تبلغ من العمر (ما يقرب من 96 عامًا وتتمتع بصحة جيدة جدًا، ولكنها الآن سقطت وارتطم رأسها)، أو أنه لا توجد فرصة للحديث عن فلسطين؛ (نحن نفعل ذلك – فقد كتب نيستور(زوج إيڤا ح.ع.) نصًا ووضعه على الفيس بوك وكان هناك الكثير من التعليقات والمشاركات. لقد قدّمْتُ عرض باور بوينت متقدم وأنجزت الان حتى الآن 4 "لقاءات"، على سبيل المثال: اجتماعات مع الكثير من الأشخاص المهتمين) . لا، إنه شعور بأن الوقت يمر بسرعة كبيرة، ولا يمكننا العمل بشكل جيد بما يكفي لوقف آلة القتل الإسرائيلية من أجل استمرار الاحتلال . نحن نشعر بالحزن! إنه نوع من الاكتئاب، العجز. هذه هي الحقيقة، على الرغم من أننا رأيناك قوياً للغاية، وتستمر في القول: "هذه هي حياتنا" "هذا هو الاحتلال" أو "هذه هي إسرائيل "...