أجرى المقابلة "الكاتبة رائدة أحمد" ونشر في مجلة مشوار عدد شباط 2017
كيف يحب الشاعر أن
يقدم نفسه لجمهوره؟
إياد احمد حسن
شماسنة، من بلدة قطنه في شمال غرب العاصمة القدس، أعمل في مستشفى المقاصد في جبل
الزيتون، حاصل على درجة الماجستير في بناء المؤسسات وتنمية الموارد البشرية، بدأت
رحلتي الشعر منذ عشرين عاما. في البداية كانت تعبير عن خواطر شاب في مقتبل العمر
يطمح أن يصطاد نجما بكلمات ساحرة، يجرب أن يطير فيسقط أكثر مما يحلق، إلى أن بدأت أسرار
القصيد تكشف ذاتها واحدة بعد الأخرى كلما اكتشفت بي شغفا أو إخلاصا، وبدأنا معنا
نرقص رقصة مجنونة إلى أن صرت هي، وصارت أنا.
في جامعة الزيتونة
الأردنية، التقيت بعدد من الشعراء، أسسنا مع معلمنا الشاعر إسماعيل منصور "جماعة
النوارس الشعرية"، كان هدفها التقدم إلى الأصالة في الشعر العربي والتخلص به
مما يعتريه من عشوائية وتخريب كان يقوم به مغامرون بدعوى التجريب. التزمنا بميراث
الشعر العربي من ناحية الوزن مع التجديد في الأغراض والأساليب والمعاني، ديوان
الشعر العربي ، ثم العالمي أينما كان، لأننا نؤمن أن الحكمة ضالة المؤمن، أينما
وجدها فهو أحق بها، أحب أن اذكر رفاقي الأوائل في جماعة النوارس الشعرية ،
الشاعر عماد نصار، باسل الكيلاني، فادي عمران ونوح القضاة، وغيرهم ممن التحق
بالجماعة لاحقا، وكل منهم له شأن في الشعر .
هل في العائلة شعراء
كان لهم الفضللافي اكتشاف او توجيه ورعاية موهبتك؟
لا اعرف شاعرا في العائلة الصغيرة أو حتى الممتدة، حتى إنني لم
أعرف أني شاعر إلا في الجامعة حيث استفزني الشعر الذي رحت اسمعه من الشعراء، أو اطلعت عليه في مكتبة جامعة الزيتونة الأردنية
الأهلية، اعتقدت أني قادر على التحليق قريبا من سرب المبدعين، وكان الفضل لزميل الدراسة الشاعر فادي عمران الذي عرفني على الشاعر إسماعيل
منصور، ومعا قمنا بتأسيس جماعة النوارس، وعلى يد إسماعيل منصور أتقنت أوزان الشعر
العربي.
صف ديوان "حدائق
الكريستال " ، ماذا تحب ان تقول للناس؟
ديوان حدائق
الكريستال؛ مختارات شعرية لمجموعة من القصائد
نشر جزء منها في ديواني الأول "التاريخ السري لفارس الغبار "
ونشر الجزء الثاني في حدائق الكريستال،
كانت مجموعة ممتدة على زمن واسع من مسيرتي الشعرية تجاوزت ثلاثة عشر عاما، وذلك لا يعني أني قد نشرت كل
ما كتبت، بل هي مختارات أتقدم بها إلى قلب القارئ العزيز، على وعد استكمال النشر
في مجموعات شعرية لاحقة بالإضافة إلى ما اكتب من قصائد جديدة .
ما هي المشكلات التي
واجهتك عند طباعة ديوان "حدائق الكريستال"؟
كثيرة هي المشكلات
التي تواجهني، وتواجه الشاعر عند طباعة الديوان، تبدأ من نقطة انه مطلوب من الشاعر
أن يكون شاعر ويتقن الطباعة على الحاسب، وتحرير النصوص، والتدقيق الإملائي
واللغوي، وتصميم أو اختيار لوحة الغلاف، ثم الاتفاق مع دار النشر، وإقامة حفلات
التوقيع.
ما طبيعة علاقاتك مع
دار فضاءات للنشر والتوزيع
سعدت باتفاقي مع دار فضاءات في الأردن التي آمنت
بموهبتي، وحملت ديواني الأول والثاني إلى المعارض الدولية ،لكني ما زلت مؤمنا أن
الشعر العربي والعالمي يمر بأزمة جمهور وأزمة هوية، تؤدي إلى عدم إقبال القارئ لأسباب
كثيرة منها غربة الشعر المقدم من عدد كبير من الشعراء عن الناس، وابتعاده عن القارئ وميله إلى التعقيد والترميز أكثر
من مخاطبة المتلقي بما يحقق الرسالة .
لماذا أطلقت على
ديوانك الثاني اسم " حدائق الكريستال"؟
سمي الديوان بحدائق
الكريستال لأني أردت أن أجمع الحداثة والأصالة معا في مجموعة شعرية تتجاوز التقليد
مع المحافظة على الجوهر، فكان الكريستال الشفاف المتلألئ، والحاد القوي، والنقي
الصافي هو الأكثر تعبيرا عن جوهر وروح الشعر ، وكانت الحدائق لأنها تجمع المتنوع
والكثير من الألوان والأشكال، واخترت لوحة الفنان العالمي فريدون رسولي المسماة
"بحر النقاء" لتتكامل مع اسم الديوان، بعد مراسلة الفنان واخذ الإذن
باستعمال اللوحة .
ما رأي الشاعر اياد
شماسنة بابناء جيله من شعراء اليوم؟
شعراء اليوم كثيرون
والشعر قليل ، ليس كل ما يكتب تحت مسمى الشعر هو شعر وان صفق له المصفقون، وقديما
قسم النقاد الشعراء إلى أربعة، فشاعر يجري ولا يُجرى معه، وشاعر يخوض وسط المعمعة .
وشاعر لا تشتهي أن تسمعه. وشاعر لا تستحي أن تصفعه، وهم
جميعا شعراء، لكن القيمة تتفاوت كثيرا. و للأسف
فان الانسياق وراء التقليد والجري وراء الموضة أصبح السمة الغالبة، مع الاحترام
لبعض التجارب التي تميزت وتجاوزت التقليد إلى الإبداع، لكن كثرة الطامحين إلى
الالتحاق بظل الكتابة والشعر أكثر بكثير من جرأة الناقد على النقد، والمجاملات في
الوسط الأدبي أكثر من النقد .
ماذا تقرا من الكتب
وفي أي مجال ؟
اقرأ كل شيء، من
الرواية والقصة والطب والفيزياء النظرية، والتاريخ وعلم النفس والتاريخ واللاهوت والأساطير والدين
الإسلامي، والشعر العربي والعالمي، لا اترك المعرفة ولا تتركني، تزوجتها مذ كنت
طفلا واتفقنا أن لا نخون، تعطيني ما اشتهي من المتعة وأعطيها ما تشتهي من الإخلاص،
وقد وفت لي ووفيت لها حتى الآن.
من هو شاعرك المفضل؟
لا يوجد لي شاعر مفضل
واحد، وإنما روح الشعر وجلالته هي المفضلة، فأنا أقرا الصغار والكبار، أتجاوز عن مجموعات لكتاب من الصف الأول،
واختلي بديوان لشاعر صاعد أو غير معروف لما فيه من الجمال، اثمل بالمعنى واللغة
المتمكنة وتغريني الفصاحة في الشعر ، أستطيع أن أسمي عدد كبيرا من الشعراء الذين تتآلف
روحي معهم من اليوم وعودة الى أقدم الشعراء العرب، يعجبني اليوم جمال الصليعي من
تونس، و محمد عبد الباري من السودان، علاء جانب وأحمد بخيت من مصر، هزبر محمود من
العراق، ولم أزل أفتش عن أسرار مالك حداد ومحمود درويش وسميح القاسم والفيتوري
والثبيتي والبردوني، وكثيرا من جلست روحي إلى الشاعر العراقي الراحل عبد الرزاق
عبد الواحد والبياتي والجواهري، وغيرهم كثير مرورا بالمتنبي وأبي تمام والبحتري وأبو
نواس وابن المعتز.
من هو قدوتك في
الحياة العامة والحياة الأدبية
قدوتي في الحياة كل
مثابر بدأ من الصفر ووصل إلى القمة، التقط أسراره وأتعرف على مكامن قوته واستخلص
لنفسي طرق نجاحه وعناصر ذكاءه في الوصول الى القمة ثم التمسك بها، أسائلهم واختبر
تجاربهم ، وأعيد صياغة ما يناسب مجتمعي وثقافتي مع تطويره والبناء عليه وتوليد
المعرفة منه. علمتني الحياة انه لا يمكن استنساخ التجارب وإنما يمكن التعلم منها .
كيف تلخص طموحك
المستقبلي؟
طموحي هو المساهمة في
جعل الشعر العربي مشرقا في العالم العربي والعالم مرة أخرى، أن أتجاوز هموم النشر
وارتباكات التعامل مع الأساسي واليومي لأتفرغ للشعر والرواية والبحث العلمي لأخلص
لهم كما وعدت. ربما يكون تأسيس أكاديمية للكتابة الإبداعية هو احد طموحاتي التي لا
اعرف متى ستتحقق.
ما هي اصدارات الشاعر
والرائي اياد شماسنة ؟
أصدرت حتى الآن الكتب
التالية، جميعها عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في الأردن
ديوان "التاريخ
السري لفارس الغبار" 2012
رواية "امرأة
اسمها العاصمة " 2014
الإدارة الدقيقة
والقدرة التنافسية للموارد البشرية 2015
حدائق الكريستال 2015
رواية " الرقص
الوثني " 2017
تعليقات
إرسال تعليق