التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المرأة وأثرها على الشاعر في -هذه الليلة- أياد شماسنه

في زحمة المدن والضغط النفسي الذي تسببه يلجأ الكاتب إلى المرأة، فهي المتنفس له في المدن، لأنها الأقرب عليه، ولهذا نجده يذهب إلى بهائها ليلقي الثقل عن كاهله، فالمرأة دائما تأتي حضورها قرين حالة الثقل الواقعة على الكاتب/الشاعر، من هنا نجد حالة من الاضطراب، وشيء من اليأس/السواد يلقي بظلاله على الشاعر، فرغم حضور المرأة إلا أن الواقع ما زال حاضرا ومؤثرا عليه، وكأنه يمر في حالة صراع/مخاض، بين البؤس والفرح.
هذا النص تتحدث عن هذه المرحلة، حالة الصراع بين الواقع البائس وحضور المرأة/المخلص، فالشاعر/الكاتب يعيش حلة من الصراع، ولهذا نجد الألفاظ التي يستخدمها في نصه تؤكد هذا الأمر، فالألفاظ متصارعة ومتناقضة مع بعضها البعض، وفي نفس الوقت الأفكار/المضمون أيضا هو يشير إلى حالة الصراع. "
" وكيف أتيك بعناد الأرض،

وتأتيني بابتسامة ؛فاعرف أسرار التسامح" فالمرأة هنا هي الماء، والواقع هو النار، فالماء يطفئ النار ويخمدها، وهذا ما فعلته عمليا بعد حضورها:
" كن حبيبي إلى الأبد 
وسوف ترتدي الأرض بهجتها 
وتشيخ الكآبة على خاصرة العام الجديد
وسوف يصبح رماد الفصول الماضية حبرا نكتب به الأيام القادمة" 
تغير كامل وشامل حدث بعد أن جاءت تلك النجدة، تلك المرأة التي غيرت الأحوال وقلبت/حولت الأسود إلى أبيض، فيا لها من مخلوق مذهل.
ومن جمالية المقطع السابق وصف الأثر الذي تركه المرأة على الطبيعة، بحيث أخذت الأرض بهجتها من خلال حضور المرأة، وهنا يمكننا أن نقول بأن هناك تنص مع اسطورة الربة "عشتار" التي تخضر الأرض بحضورها ويعم الفرح والحب. 
رغم هذا التأثر وهذه النقلة التي حصلت إلا أن الشاعر/الكاتب ما زال متأثرا بالواقع ولهذا نجده ما زال يحمل الخوف في داخله، فكانت نهاية النص بهذا الشكل:
" أنا مزدحم باشتغالي بك
أشكو عزة غيابك ، وفراغ حضورك حولي
ويواسيني دفء خيالك
ولذة الإيمان بوعدك لي
كل هذا موجود على شجرة الأمنيات 
ان لم تجدني
ستجده معلقا"
فالشاعر هنا يستجدي المرأة لتبقى، مذكرا بأن غيابها سيعيده إلى ما كان عليه من بؤس.



هذه الليلة سأعلق على شجرة الأمنيات أمنية جديدة" 
أن أنال اللجوء إلى ملكوت البحر 
وأن أنال الإقامة في عينيك إلى الأبد
وان تظل قريبا، من قربي، وبعيدا عن بعدك
وحبيبا لحبي، ومبغضا لبغضك عني
سأسقي شجرة الأمنيات بوعودك لي
وسأحكي لها عن سر الكحل الكافر في جفنيك
وكيف أتيك بعناد الأرض،
وتأتيني بابتسامة ؛فاعرف أسرار التسامح
وكنت قبلك إلا أنا الذي هو بين يديك 
وكنت قبلي كل شيء ليس لي
فقط كن بخير
كن حبيبي إلى الأبد 
وسوف ترتدي الأرض بهجتها 
وتشيخ الكآبة على خاصرة العام الجديد
وسوف يصبح رماد الفصول الماضية حبرا نكتب به الأيام القادمة
أنا مزدحم باشتغالي بك
أشكو عزة غيابك ، وفراغ حضورك حولي
ويواسيني دفء خيالك
ولذة الإيمان بوعدك لي
كل هذا موجود على شجرة الأمنيات 
ان لم تجدني
ستجده معلقا"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

موسم النبي روبين في جنوب فلسطين بلدة ومقام النبي روبين عام 1935

حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان

الأولى   فنون حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان  2018-08-01 10:00:00 المصدر: موقع مؤسسة عبد المحسن القطان إياد شماسنة كاتب وشاعر من فلسطين  "أبعاد ذاتية" لمنال ديب في دار إسعاف النشاشيبي بالقدس حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان يستمر المعرض من 27 حزيران وحتى نهاية أيلول، في المبنى الرمادي الغامق على شكل مكعب، أعلى تلة في ضاحية الطيرة التي تتوسع نحو الريف، وتستمر رسالة المؤسسة في التنوير والمساهمة في تكوين وترسيخ ثقافة نقدية فلسطينية، ذاتية للبنية والمشروع السياسي، كما قال عبر الرحمن شبانة أحد القيمين على المعرض. عندما يرتبك المشروع السياسي، أو يغيب الضوء قليلاً عن الأفق الوطني، في ظل متغيرات قاهرة، تتراجع السلطة الحاكمة، تتخلى، أو يتم إجبارها على التخلي عن دورها الخدماتي، ويقتصر على التشريع والدفاع إن وجد، لصالح القطاع الخاص، أو بمشاركة ولو محدودة للقطاع الأهلي. في تلك التحولات؛ تتقدم الثقافة، ناقدة، تنويرية، مثيرة للأسئلة، باحثة عن ال...

رحلة ايفا شتال الى فلسطين عبر مخيم تل الزعتر

" حدود المنفى " (رحلة إيڤا شتّال إلى فلسطين عبر مخيّم تلّ الزعتر) جوتنبرج 14.01.19 أعزائي؛ سميرة وحسن عبادي لقد مر شهرٌ وأكثر منذ عودتنا من فلسطين، وما زلنا لم نستقر بعد. لا يتعلق الأمر بأننا لا نمتلك عائلة كبيرة (إنها لدينا)، والكثير من الأصدقاء (هم لدينا)، أو أن والدتي تبلغ من العمر (ما يقرب من 96 عامًا وتتمتع بصحة جيدة جدًا، ولكنها الآن سقطت وارتطم رأسها)، أو أنه لا توجد فرصة للحديث عن فلسطين؛ (نحن نفعل ذلك – فقد كتب نيستور(زوج إيڤا ح.ع.) نصًا ووضعه على الفيس بوك وكان هناك الكثير من التعليقات والمشاركات. لقد قدّمْتُ عرض باور بوينت متقدم وأنجزت الان حتى الآن 4 "لقاءات"، على سبيل المثال: اجتماعات مع الكثير من الأشخاص المهتمين) . لا، إنه شعور بأن الوقت يمر بسرعة كبيرة، ولا يمكننا العمل بشكل جيد بما يكفي لوقف آلة القتل الإسرائيلية من أجل استمرار الاحتلال . نحن نشعر بالحزن! إنه نوع من الاكتئاب، العجز. هذه هي الحقيقة، على الرغم من أننا رأيناك قوياً للغاية، وتستمر في القول: "هذه هي حياتنا" "هذا هو الاحتلال" أو "هذه هي إسرائيل "...