نحنُ، نحبُّ النساءَ، لكي نجدَ من يخافُ علينا بطريقةٍ غير التي
اعتدناها من أمهاتنا، وعندما نموتُ؛ ليبكين علينا خلاف ما تبكي أمهاتنا، وربما نحن بحاجةٍ لمن يحفظُ ذكرانا بطرقٍ أخرى
غير التي تعرفها أمهاتنا.
في المقام المشتهى قول مُسَمّى
|
والمقال المرتجى
بالشعر أَسْمى
|
ونساء الروح، بالروح إذا
|
قمن ينشرن
على الأيام، نعمى
|
جَدَّتي، أغنيةٌ، مثل هطول
|
الضّوءِ، من بَسْمَتِها، نَصنعُ حُلْما
|
تحملُ العُمرَ على ضِحْكَتِها،
|
وتغني والمدى يورقُ همّا
|
شَرِبَتْها السَنَواتُ الُمرُّ حتى
|
تَرَكَتْها؛ والدُّنا تقطرُ سُّما
|
جدَّتي تؤمنُ أن البأسَ حقُّ،
|
فأعدَّتْ لابتئاسِ العمر غمَّا
|
وعيوناً مثلَ همسِ الفجرِ تدْري
|
ما يقولُ الطَّيرُ، لو قامَ فأومى
|
غرستنا في اشتباك العمر أحلاما،
|
فصرنا شجراً ينْطِقُ عزما
|
***
|
جدَّتي تعلمُ أنَّ العمرَ حقٌ
|
فأعدَّت لشتاءِ العمرِ غيما
|
منحتها الأرضُ من أسرارِها
|
ما عجزت
عنه دروبُ الفهمِ فهما
|
فإذا غنت لحوض الزهر فجرا،
|
أغنيات ربما يصبح نجما
|
وإذا عادت بها الدنيا مجازا،
|
نحو قلبٍ متعب.ترجع أما
|
فهْيَ للروحِ ابتداءٌ خالص،
|
وارتواءُ أبَدَيٌّ حينَ يظمى
|
وهي لون الشمس والصيف حريقٌ
|
وهي صمت الليل إذ ينطق فحما
|
جدتي تمنح وقتا حازما
|
كي تصلي أن يَظَلَّ السِّلْمُ سِلْما
|
وكأنَّ العُمْرَ لا يصبح عمرا
|
دونها، أو أنه يرجع وهما
اياد شماسنة
من ديوان " التاريخ السري لفارس الغبار"
صادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع\عمان\الاردن
2012
|
تعليقات
إرسال تعليق