التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصيدة "سيدة الماء والنار " للشاعر اياد شماسنة


لأنَّكَ أنْتَ؛ انتهاءُ انكساري
 
وَقَدْ كُنْتَ قَبْلَ ازْدِهارِ النُّوارِ
  
إِلَيْكَ شَقَقْتُ ضُلوعَ الأَعالي
 
فَأَصْبَحْتُ نَجْماً بَعيدَ الغِمارِ
  
إَلَيْكَ بِصَدْرِ المِسافَةِ أُلقي
 
عصايَ، وأَسريْ بِعَتمِ المَسارِ
  
أنا: سيّدُ الماءِ والنّارِ، يا سيد
 
الحسن، والشِّعرُ مائي وناري
  
جَمعتُهما، ثورةً لا تَقرُّ على
 
ممكنٍ، أو تُرى في قرار
  
أحرِرُ روحِيَ مِنْ رَجْعِ خَوْفِيْ
 
وأمنَحُ قلْبِيَ تَوْقَ القِطار
  
بكامِلِ صِمْتِيَ؛ كوَّنْتُ تاريخَ
 
روحِي، وأعلنتُ كَشْفَ السِّتار
  
وأطلقتُ حلْميْ، إلى حافّةِ الكَوْنِ،
 
يصطادُ نجماً بِكُلِّ مدارِ
  
على الحرفِ عرشي، وبين يديَّ
 
احتدامُ السُكونِ، وصَمْتُ الدُّوارِ
  
وفوق اَلمداراتِ داري؛ إذا شئتُ
 
أن لا تكونَ المداراتُ داري
  
***
أنا المستنيرُ، على صهوة النّورُُُ
 
لاحتْ حروفي، كضوء المنارِ
  
تراقصْنَ في خاطري، مثْلَ ضوْءِ
 
القناديلِ يرتاحُ فوقَ المزارِ
  
فيخْضَرُّ منْ شَجْوِها ألفُ عودٍ
 
رمتهُ بدربِ الشِّمالِ الصَّحاري
  
تخلَّلهُ البردُ في وَحشَة اللَّيل
 
فاشْتاقَ مُرتعِشاً للنَّهار
  
***
مقيمٌ بحاضرةِ العشقِ أصْنَعُ
 
خمري، وأسقي حنين الجرارِ
  
حضوري، كصوت الورود المقيمات
 
عُرساً، وبالساكتين احتضاري
  
وأُغْنيَتي جنَّةٌ، أَطْلقتْ
 
عِطْرها ينْشرُ الطيبَ فَوْقَ البراري
  
وَممْلكتي تبْتدي بحدودِ
 
المحال، ولا تنتهي  في مسارِ
 
إليها العيون تسابقن، في كل
 
مستبق محكم كسوار
  
فلا شيءَ يَمْنَعُها أنْ تَنالَ
 
السَّماء، وتحظى بحسن الجوار
  
وإنّي، وإنْ كنت أعرِفُ ما أحدَثتْ
 
أحْمِلُ البِشْرَ عنْ كلِّ سار
  
لديَّ حديثٌ عن العالَمِ الصَّعْبِ
 
والدَّرب ممتلئ بالغبار
  
لأنّي أَنا سَيِّدُ الماءِ والنّارِ
 
،والنّارُ خارِطَتي في البِحارِ

اياد شماسنة

نشرت في ديوان "التاريخ السري لفارس الغبار"
صدر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع 
عمان\ الاردن\ 2012 
جميع الحقوق محفوظة    


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

موسم النبي روبين في جنوب فلسطين بلدة ومقام النبي روبين عام 1935

حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان

الأولى   فنون حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان  2018-08-01 10:00:00 المصدر: موقع مؤسسة عبد المحسن القطان إياد شماسنة كاتب وشاعر من فلسطين  "أبعاد ذاتية" لمنال ديب في دار إسعاف النشاشيبي بالقدس حين تتعاقد الأمم من الباطن: أسئلة التنوير والنقد في معرض مؤسسة عبد المحسن القطان يستمر المعرض من 27 حزيران وحتى نهاية أيلول، في المبنى الرمادي الغامق على شكل مكعب، أعلى تلة في ضاحية الطيرة التي تتوسع نحو الريف، وتستمر رسالة المؤسسة في التنوير والمساهمة في تكوين وترسيخ ثقافة نقدية فلسطينية، ذاتية للبنية والمشروع السياسي، كما قال عبر الرحمن شبانة أحد القيمين على المعرض. عندما يرتبك المشروع السياسي، أو يغيب الضوء قليلاً عن الأفق الوطني، في ظل متغيرات قاهرة، تتراجع السلطة الحاكمة، تتخلى، أو يتم إجبارها على التخلي عن دورها الخدماتي، ويقتصر على التشريع والدفاع إن وجد، لصالح القطاع الخاص، أو بمشاركة ولو محدودة للقطاع الأهلي. في تلك التحولات؛ تتقدم الثقافة، ناقدة، تنويرية، مثيرة للأسئلة، باحثة عن ال...

رحلة ايفا شتال الى فلسطين عبر مخيم تل الزعتر

" حدود المنفى " (رحلة إيڤا شتّال إلى فلسطين عبر مخيّم تلّ الزعتر) جوتنبرج 14.01.19 أعزائي؛ سميرة وحسن عبادي لقد مر شهرٌ وأكثر منذ عودتنا من فلسطين، وما زلنا لم نستقر بعد. لا يتعلق الأمر بأننا لا نمتلك عائلة كبيرة (إنها لدينا)، والكثير من الأصدقاء (هم لدينا)، أو أن والدتي تبلغ من العمر (ما يقرب من 96 عامًا وتتمتع بصحة جيدة جدًا، ولكنها الآن سقطت وارتطم رأسها)، أو أنه لا توجد فرصة للحديث عن فلسطين؛ (نحن نفعل ذلك – فقد كتب نيستور(زوج إيڤا ح.ع.) نصًا ووضعه على الفيس بوك وكان هناك الكثير من التعليقات والمشاركات. لقد قدّمْتُ عرض باور بوينت متقدم وأنجزت الان حتى الآن 4 "لقاءات"، على سبيل المثال: اجتماعات مع الكثير من الأشخاص المهتمين) . لا، إنه شعور بأن الوقت يمر بسرعة كبيرة، ولا يمكننا العمل بشكل جيد بما يكفي لوقف آلة القتل الإسرائيلية من أجل استمرار الاحتلال . نحن نشعر بالحزن! إنه نوع من الاكتئاب، العجز. هذه هي الحقيقة، على الرغم من أننا رأيناك قوياً للغاية، وتستمر في القول: "هذه هي حياتنا" "هذا هو الاحتلال" أو "هذه هي إسرائيل "...