|
لا تغضَبي، لوْ قليلاً كنتُ مختلفاً
|
عمَّا وعدتُّكِ، إنَّ العشقَ مختلفُ
|
أو تحسبي أنني جاوزت مبتعدا
|
عن الطريق، وأنَّي نادمٌ أسِفُ
|
أنا أحاول أن أهواك، مرتكبا
|
بدائعا غير ما قالوا، وما عرفوا
|
أٍسرجت خيل الهوى حتى أراك، وفي
|
قلبي حكايات شوق دونها الشغف
|
وفي فمي من فنون القول دانيةٌ
|
إلى القلوب، وفي أوراقي الكنف
|
وفي عيونيْ، بريق العزم مكتحلٌ
|
بنور عينيكِ مما حدُّهُ الرَّهَفُ
|
وهمْسُكِ الدر، لولا أنه حجر
|
وصوتك الماس، إلا أنه ترف
|
وقد أسمّيكِ شمسا تاجها ألق
|
وقد أناديكِ بحرا عقده صدف
|
أعيد ترتيب أكواني على نسق
|
به مدارات عشق ليس تكتشف
|
وسوف أبقى أغني الشعر، محتملا
|
حتى المهالك، أو تجلى لي السَّدَف
|
إن المهالك لا تحلوا لسالكها
|
إلا إذا كان في جناّتك التلف
|
***
|
وتزدهي لغتي؛ إذ أنتِ مقصدها
|
تصوراتِ إلى نعماكِ تزدلف
|
تطير ملء حكايات الهوى طربا
|
كأنها من كؤوس الشهد تغترف
|
بأغنيات إذا قامت لعازفها
|
فغير ما ابتدعوا يوما وما وصفوا
|
لا تحسبي شغفي يعفيكِ من بدع
|
جعلتها عندما أشتاق تعترف
|
أقمت في صبوتي ما لم تقل أمم
|
عشاقها هلكوا حبا وما انتصفوا
|
وطفت هذا الزمان الصعب منطلقا
|
وأنت، والصبر،من أطرافه طرف
|
طريقتي في ارتشاف الحب أرسمها
|
لأنني من مدى عينيك أرتشف
|
وبعض أغنيتي ما كنت أهمسه
|
في عطر سوسنة في حسنها الهدف
|
أهديكِ كل عزيز أنتِ عزَّته
|
وأنتقي كل غالٍ روحه الشرف
|
وليس بعدكِ أغلى، أو أعز لنا
|
مما يلوح لنا، أو تعرف الصحف
|
***
|
قبَّلْتُ عينيك من شوقي، ومن عطشي
|
ومن سروري بما قالوا، وما اقترفوا
|
تجتاحني نشوة سحرية بهما
|
كأنني طائر بالأفق يلتحف
|
وتستريح على كفي مغردة
|
أسراب طير؛ فيشدو الكف والكتف
|
تبوح بالطيب من تغريدهن يدي
|
كأنها واحةٌ، بالحسن تتصف
|
|
من ديوان #التاريخ_السري_لفارس_الغبار
صادر عن دار فضاءات للنشر والتوزيع
عمان / الاردن
20102
تعليقات
إرسال تعليق