إياد شماسنة
شاعر وروائي
فلسطيني
في اطار عملياته لتعزيز مكانة الأدباء والمثقفين
الإسرائيليين، نشر بنك إسرائيل صور أربعة أدباء إسرائيليين؛ على أوراق النسخة
المحدثة من عملته الورقية المتوقع تداولها في البنوك والأسواق في نهاية عام 2017؛ وهم:
راحيل بلوفشتاين، والشاعر شاؤول تشارنيخوفسكي، والشاعرة ليئا غولدبرغ، والشاعر والمسرحي
والكاتب ناتان الترمان. وفي
توضيح لبنك إسرائيل، قال محافظ البنك إن الثقافة هي أحد كنوز الدولة.
ويذكر أن راحيل بلوفشتاين المعروفة بلقب
“الشاعرة راحيل (1890-1931) تعتبر الشاعرة الأولى المهمة في الأدب العبري، وتعتبر أعمالها الأساس
المعياري للشعر العبري النسائي, وقد ظهرت صورتها على ورقة العشرين شيكل الجديدة
حمراء اللون ،و على ظهر الورقة أسطر من شعرها “كنيرت”، أي بحيرة طبريا، بالإضافة إلى
صورة لشاطئ البحيرة.
أما شاؤول تشارنيخوفسكي فهو شاعر
عبري من أصل روسي، من شبه جزيرة القرم فقد ظهر على الورقة النقدية من فئة الخمسين
شيكل، وأما ليئا غولدبرغ ( 1911-1970م )؛ فهي شاعرة وكاتبة مسرحية ومترجمة أدبية،
من أبوين يهوديين هاجرا من الإمبراطورية الروسية قبل الحرب العالمية الأولى،
وتعتبر أعمالها الأدبية من كلاسيكيات الأدب العبري. وقد ظهرت صورتها على الورقة
النقدية من فئة 100 شيكل وعلى الجهة الخلفية صور غزال الجبل الفلسطيني، مع مقطع من
قصيدتها : الأيام البيضاء،
ومن الجدير بالذكر أن الاسم العلمي
للغزال على العملة الجديدة؛ هو غزال الجبل الفلسطيني بحسب تصريح الخبير والمصور
الفلسطيني أسامة السلوادي للقدس العربي، إلا أنهم وفي بعض حدائق الحيوان التي
يديرها متشددون يكتبون الاسم العربي والانكليزي باسمه العلمي أي «الفلسطيني» وفي
اللغة العبرية يكتبونه الغزال "الإسرائيلي".
لكن الباحث أنطون خليلية يقول أن
الصورة التي استخدمتها إسرائيل على العملة الجديدة ليست لنفس الغزال بل هي لحيوان
انقرض من بلادنا كان اسمه الأيل أو الوعل و بالإنكليزية يسمى fallow deer وهو
فلسطيني لكن إسرائيل قامت بإعادة توطينه في مناطق معينة ودفعت على كل واحد ما
يقارب 30,000 دولار.
,وقد ظهرت على ورقة المئتين صورة
المسرحي والشاعر الصحفي البولندي الأصل ناتان الترمان، الذي كتب الشعر
والمسرح باللغة العبرية.
وقد كان بنك إسرائيل قد طرح عام 2013 مقترحات لأسماء أدباء عبريين لإدراجها
على الأوراق النقدية ، لكنه واجه انتقادا حادا لان المقترحات اختصت الجانب الاشكنازي
فقط، وبينما وافق المجلس
الوزاري على الأسماء المرشحة وعلى الفئات النقدية بتصميمها الجديد، وجه بنيامين
نتنياهو نقدا إلى البنك مقترحا أن يكون الكاتب اليهودي، والشاعر والفيلسوف من أصل
أسباني الرباي يهودا هليفي في الإصدار القادم للعملة ، لكن الخبراء قالوا إن
اقتراح نتنياهو متأخر جدا حيث أن التجديد القادم للعملة الورقية سيكون بعد أكثر من
عقد من الزمن.
وفي الوقت
الذي وجه فيه نقد للبنك والحكومة على عدم وجود أحد من العرب أو القوميات الأخرى؛
قال عضو الكنيست عيساوي فريج أنه من المقبول أن تكون راحيل على ورقة العملة، لكن إميل
حبيبي أكثر استحقاقا للتكريم.
في الجانب الآخر بقي المثقف
الفلسطيني مشغولا بالتحديات المختلفة التي تجعل التكريم رفاهية كبرى، فما زالت ميزانية
وزارة الثقافة الفلسطينية ضئيلة جدا مقارنة باعتبار الثقافة كنزا إسرائيليا، والإنفاق
على الثقافة ما يزال يعتبر ترفا، ما عدا الاستثمار في صناعة الترفيه والحفلات
الغنائية، وذلك من قبل الشركات الخاصة، والإحجام عن الاستثمار في التنمية الثقافية
والعمل بخطة إستراتيجية تحدثا فرقا على الأرض.
وما زال المثقف الفلسطيني يتوجه إلى
الخارج بحثا عن فرص للمشاركة والنشر ، وعندما يعود إلى ارض الوطن يفاجأ بمعاملة
الكتب الشخصية معاملة البضائع الاستهلاكية والترفيهية من حيث الضريبة والرسوم
الجمركية. ويشكو أصحاب دور النشر المحلية والمكتبات من المعاملة الصعبة التي تجعل
سعر الكتاب إسرائيليا مناسبا لمستوى الدخل الإسرائيلي بينما في السياسة الفلسطينية
يعتبر شراء كتاب تحديا صارخا لمستوى الدخل الذي ما يزال حده الأدنى 1450 شاقل إسرائيلي.
في الوقت ذاته يقبع الشاعر الفلسطيني
أشرف فياض في السجن السعودي ليقضي حكمه بثماني سنوات نالها تخفيفا لحكم الإعدام
لمحاكمته على ديوان صدر له سابقا اتهم فيه بشتم الذات الإلهية حسب تفسيرات خارج
المجال الأدبي. وينال الظل من أسماء كتاب عاشوا في الشتات الفلسطيني، وماتوا دون
أن تتم إعادة الاعتبار لهم آو تكريمهم، وقد يعتبر الروائي عدنان عوامة مثالا على
ذلك، وغيره كثيرون، في الوقت الذي تطلق على الشوارع والأحياء والمدارس أسماء لا
تمت للهوية الفلسطينية بصلة .
نشرت في الديار الفلسطينية في
تعليقات
إرسال تعليق