لا أتردد في استشارة الأصدقاء
الخبراء والعارفين بالأدب حول أعمالي، أتلقى النصائح وأقوم بالتصويب عندما أدرك
أني أخطأت، لا أقبل أن أنجز عملا قادما بمستوى عمل ماض، الإضافة أو التميز أو
الاختلاف الايجابي شروط أساسية ، لا اكتفي باستشارة أو اثنتين ، ثلاثة أو أربعة أو
خمسة أفضل، لا أصدر عملا بمجرد إغلاق الصفحة الأخيرة ، لدي أعمال وصل عدد مسوداتها
30 أو أكثر، بعضها أنجزته منذ ثلاث سنوات ، وما زلت اعمل عليه ليكون أفضل .
بصراحة، تقول المؤشرات أننا
في كارثة أدبية، كتابة وطباعة ونشرا، وكل فريق يلقي باللوم على الآخرين، الأمر
ببساطة يرجع إلى السذاجة " والهبل" والتسخيف، رغم قسوة المفردات، أطنان
من الأعمال مجرد فضفضة، مجاملات نقدية هائلة تصيب اكبر وأصغر رأس بالتخمة وتجعله
منطادا من فئة النجوم الخمسة ماركة انتركونتيننتال،
لدينا مئات دور النشر
التي تنشر "حبيبي مجنون"، في قلبي أنثى هبلة"، "الديك
الفصيح" " و"الحرام في الحرام" وغيرها. وتنتشر موضة التطبيل
لكل من جمع مبلغا بعد بضعة حروف " مسخسخة" لينشر؛ لأن موهبته في عمر
السابعة عشرة "حرام تظل مجهولة"، هناك من نشر كتبا أكثر من أبو حيان
التوحيدي وعباس محمود العقاد، وهنك من نبغ قبل طرفة ابن العبد، وامرئ القيس، مع أن
الآمر لا يخلو من نوابغ حقيقيين، هائلي الجمال
والموهبة ، لكنهم يتواضعون، وتحسبهم أغنياء من التعفف، لأنهم يعرفون أن الإبداع
ليس مثل الفطر الذي يولد بعد العاصفة، لا بد من رحلة جبلية لصقل المواهب الجميلة،
لكن للأسف، يقتل ذلك كله موضة التصفيق والتهليل.
لدينا أيضا ناشرون يصنعون شركات من شخص واحد، لا
اعني مثالا واحدا بعينه، أقصد عشرات المؤسسات أو ربما مئات على المستوى العربي،
تتكون من شخص واحد هو المدقق والناشر ولجنة القراءة والمسوق وخبير العلاقات
العامة، من يحضر المعارض، وهو قد يكون إعلاميا أو شاعرا أو قاصا ، وقد لا يكون،
مجرد مستشر فشل في مشاريع صناعة أوراق التواليت فذهب إلى أوراق الكتابة، يا للعار
والشنار.
الكلمات المدونة أعلاه
في قمة القسوة، لا اعتذر عنها، لأننا بكل أسف "لا استثني احد" ما نزال
بعيدين عن الإتقان، الاحتراف، المنهجية في العمل، ولن يسامح الله ولا التاريخ من لم يقسو في زمن الرخويات" رحم
الله ناجي العلي" فقد تذكرنا رخويات السياسة التي تحدث عنها..
اياد شماسنة
تعليقات
إرسال تعليق