ثقافة الموبايل (الموبايل بوصفه بوابة ثقافية وبوصفه هو
نفسه طريقة للحصول على المعارف)
· ما الذي
أدخله الموبايل على سلوكياتنا الاجتماعية وتوجهاتنا وخياراتنا الثقافية؟
اعتقد ان الحاجة ام الاختراع، الحاجة
الى التواصل في ظل الضغوط والعزلة الاجتماعية عن العالم، ورغبة الناس في التوسع
والانطلاق والمعرفة، جعلت من الموبايل بما يقدمه من إمكانيات، لاعبا أساسيا في
حياتنا اليومية. التطور الهائلة في التطبيقات التي تتخذ الموبايل قاعدة لانطلاق
خدماتها، جعله مركزيا في السلوكيات والتوجهات والخيارات الثقافية، أعرف اختبارا
تستخدمه شركات صناعة وبرمجة الهواتف النقالة، وهو "اختبار الجدة"، هذا
الاختبار يحرص على التأكد من أن جميع من يستخدم الموبايل مهما كان عمره، طفلا ام
جدة يستطيع الولوج الى تطبيقاته بسهوله تامة والتفاعل معه بسهولة.
· هل أصبح
الناس أصحاب خيارات ثقافية محدودة ومبتسرة بسببه أم أنهم اتيحت لهم إمكانية كبيرة للحصول
على ثقافة أوسع وبطريقة أسرع
التكنولوجيا أسلوب لتوسيع الخيارات،
تيسير الوصول، ولكنها في النهاية أداة، يمكن استثمارها للحصول على ثقافة أوسع أكثر
شمولا، حيث تتوفر المواد المسموعة والمقروءة والمرئية بيسر وكثافة، ويمكن التضييق
عليها بقوانين لا ترقى لمستوى التطور ولا تتناسب مع مصطلحات وامكانيات التكنولوجيا،
وقد تؤدي الى إساءة الاستخدام بمواد او نصوص او ممارسات لا تحترم ذكاء المستهلك او
المستخدم
· ما الذي
تخافونه في هذا الجهاز؟ ما الذي يثيره فيكم التعامل معه ومن خلاله؟ وهل تعتبرون أنفسكم
أشخاصا مختلفين بعد استعمال هذا الجهاز؟
أخاف ان يستمر استغلال شركات الخدمات
لهذا الجهاز، من الانترنت الى مروجي الاعلانات، او الرسائل التوجيهية المزعجة، أو
أن يصبح المصدر الوحيد لتدفق المعرفة بكافة الانها مما يؤدي الى اضرار عضلية
وجسدية ناجمة عن التقوقع حول الكائن الصغير، بدأنا نرى هذه الاضرار في العيون وفي
الظهر والرقبة، وحالات التشنج على الأطفال، هذا الساحر الصغير مثل كرة البلور التي
يستخدمها الساحر، تتحالف مع الخيال، وتجذب المستخدم، لكنها لا تتركه أبدا، تأخذه
من عمله ومجتمعه الى عالمه وقليل ما تعيده.
· هل يمكن
مقاومة وجوده، أو حتى رفضه؟ وهل المشكلة (لو وجدت) في الموبايل نفسه أم في طبيعة العلاقة
التي يقيمها المستخدم معه.
ليس مطلوبا مقاومة وجود الجهاز او
رفضه، المشكلة في شكل وطبيعة العلاقة ، في مزود الخدمة، في نوعية المادة المقدمة،
يجب احترام ذكاء المستخدم، تقديم تطبيقات معرفية جذابة ومفيدة للحياة اليومية، في
نفس الوقت يجب الاهتمام بنوعيات مصادر المعرفة الأخرى ورفع مستوى جاذبيتها لتنافس
المواد التي يوفرها الموبايل، جربت ذلك مع أطفال بتوفير العاب مثيرة للاهتمام
تنافس العاب الموبايل، ونجحت ، لكني اعرف ان ذلك الى وقت معنين، يبدا او ينتهي
بالحصول على لعبة جديدة تستمر في منافسة
لعب الموبايل، او نمو الطفل الى عمر تختلف فيه اهتماماته.
·
· هل تخافون
على الناشئة وهل يحتاج هؤلاء مثلا إلى مقدمات توجيهية قبل استعماله؟
الخوف ليس على الناشئة، الخوف على
البالغين الذين صنع الجهاز شرخا بينهم وبين الناشئة، يرون الجهاز مخيفا يسرق
ابناءهم، لا يعرفون بدائل ويكتفون بالنهر والمنع والوعيد واللوم، بينما يستمر
الجهاز في الجذب والاثراء والتنوع، ويشعر الناشئ بالانتصار عندما تواجه والده او
والدته عقبة بسيطة في استعمال الجهاز، يصلحها ويعترف والده بفضله وانقاذه. يحتاج
الجميع الى معلومات كافية عن الموبايل، إمكاناته، فرص استخدامه، والطرق الصحيحة
دون مخاوف او مبالغات.
· كيف
تنظرون إلى مجمل هذه النقاط أو إلى بعضها، وهل هناك نقاط أخرى يمكنكم أن تثيروها من
خلال هذا الملف؟
اعتقد ان هذه النقاط
جيدة، تصنع مقدمة هامة عن العلاقة بين الموبايل" الهاتف النقال"
ومستخدمه، يمكن ان تكون سابقة لنقاط حول
فرصة استخدام الجهاز في الحقول المختلفة، التعليم، الصحة، تربية الأطفال،
الامن، كما وانه يجب الربط دائما بين الجهاز وتطبيقاته المختلفة، لان الجهاز بؤرة مركزية
لاجتماع هذه التطبيقات من كاميرا وفيديوهات ومواد مكتوبة وبرمجيات وصوتيات
وتطبيقات التواصل الاجتماعي وسائل التفاعل وتعديل المواد وتحريرها، والبريد
الاليكتروني، والمنتديات المختلفة، مواقع التحميل والتنزيل، كما ويجب اثارة
الانتباه جيدا الى مسألة الامن الإلكتروني والشخصي في العلاقة مع الموبايل. اعتقد
ان الموضوع الأخير هو اهم الموضوعات التي يجب التركيز عليها واسعا
تعليقات
إرسال تعليق