قصيدة للشاعر اياد شماسنة

 

سادة الشوك والندى

لعاشقيكَ ارتباكٌ، والهَوى صَعْبُ
 

وقد تضيق الرؤى، أو يبصِرَ القَلْبُ
  

شَعْبٌ يُقاتِلُ بالأَمْعاءِ آسِرَهُ
 

وَلَيْسَ يَنْصُرُهُ شَرْقٌ ولا غَرْبُ
  

وَللرِّجالِ ارْتجالٌ بالذَّي ابْتَكروا
 

وَأْنتَ للصّادِقينَ: الجَرْحُ والطِّبُّ
  

وَإِنّما خَذَلَتْهُ أُمَّةٌ جهِلتْ
 

بِأَنَّه في الأَعالي الطَّيْرُ والسِّرْبُ
  

قرأته النزف في أرض  مفخخة
 

وهو  المجاز الذي  في حرفه الحبُّ   
  

وهو المكثف بالأفعال، في بَطَلٍ،
 

يقومُ يصْنَعُ ما لا تَصْنَعُ الحَرْبُ
  

حتَّى قَرَأْتُ بِكَفِّ الصَّبْرِ أُغْنِيَةً
 

أَرْخَتْ جَدائِلَها، واللَّيلُ مُنَصُّب
  

أَخْجَلْتَ زُخْرُفَهُمْ لِلْقَوْلِ حين رأوا
 

وَهْماً؛ بِأنَّ الَمنايا أَقْبَلتْ تَحْبو
  

كأَنّكَ الشَّمْسُ في أنقى مشارقها
 

وَقدْ مَضَتْ تتلاشى حَوْلَها السُّحْبُ
  

*    *   *

بايعتُ روحَكَ تَوْقاً للحَياةِ، وَمِنْ
 

زَنْدَيْكَ صَحْباً؛ إذا ما خاننا َالصَّحْبُ
  

تُقَلِّبُ الكَفَّ تَفْكيرًا بِفُرْقَتِنا
 

وَقَدْ تَفَرَّقَ مِنَّا العّيْنُ والهُدْبُ
  

وَقَدْ غَفِلنا زَمانًا عَنْ مَشارِبنا
 

ثُمَّ انْتَبَهنا؛ فَلا أَكْلٌ وَلا شُرْبُ
  

وَقَدْ رَقَصْنا كَثيرًا عِنْدَ سَكْرَتِنا
 

وَما انْتَبَهْنا؛ وَقَدْ أَزْرى بِنا الخَطْبُ
  

تسابَقَ البومُ في أَشْجارِنا، وَمَضى
 

لفاسِقِ الطَّيْرِ في أَجْوائِنا عُجْبُ
  

وَأَنْتَ تَجْمَعُنا رَغْمَ الّذي اْقَتَرَفَتْ
 

أَحْلافُنا، والنَّوى مِنْ دَأْبِهِمْ دَأْبُ
  

*    *   *

يا سيِّدَ الجُوعِ، صارَ الجُوعُ مَفْخَرَةً
 

للصّابِرينَ، وَأَنْتَ الصّابِرُ الصَّلْبُ
  

أَنْتَ الُمعيدُ لهذي الأرضِ رَوْنِقها
 

مِنْ بَعْدِ ما انْطَفَأَتْ، واللَّيْلُ مُنْكَبُّ
  

فاضْرِبْ بِعَزْمِكَ، مَهْما أظْلَموا، أَلَقًا
 

مِثْلَ النُّجومِ وَلكِنْ؛ أَنْتَ لا تَخْبو
  

واطْرُقْ معاقِلَ قَوْمٍ نامَ حارِسُهُمْ
 

فَأَحْدَثَ النَّومُ ما لا يُحْدِثُ السَّلْبُ
  

قَدْ أَعْلَنَ الذَّئْبُ أنَّ الأَمْرَ في يَدِهِ
 

والأَمْرُ أَمْرُكَ لا ما أَعْلَنَ الذِّئْبُ
  

فامْسَحْ بِكَفَّيْكَ مَهْما كانَ مُمحِلُنا
 

يأْتي عَلى عَجَلٍ مِنْ كَفِّكَ الخِصْبُ
  

وَعَلِّمِ الِمْلَح أنَّ البّحْرَ يَجْعَلُهُ
 

بَحْرًا، مُلوحَتُهُ، لا ماؤُه العَذْبُ
  

خُذْ بالنُّفوسِ التّي أَطْلَقْتَ مارِدها
 

مِنْ بَعْدِ أَسْرٍ، فَبَعْدَ الآنَ لنْ تَكْبو
  

خُذْ بالقُلوبِ إلى أَقْصى مَدارِكِها
 

وَسابِقِ الدَّرْبَ حتّى يَقْصُرَ الدَّرْبُ
  

.وَأَخْبِرِ القَوْمَ أنَّ الجُوعَ مُنْتِصفٌ
 

وَعَلِّمِ القَهْرَ ماذا يَصْنَعِ الحُبُّ
  

 

تعليقات